قلم- سراج عمر
خبر: الحركة الشعبية قطاع الشمال تنسحب يوم أمس عن التفاوض، كما صرح ياسر عرمان،
القيادي بالحركة، بأن الحلول الجزئية ماعادت مُجدية، ولابد من حل شامل للأزمة السودانية،
مؤكداً علي أن الحركة الشعبية قد طرحت أجنده واضحة للتفاوض على رأسها ما يحدث في مناطق
النزاع وضرورة فتح مسارات لدخول المساعدات الإنسانية، لكن المؤتمر الوطني رفض هذه النقطة
وحاول الوصول لحل جزئي.. وهذا مارفضناه.
في تقديري إذا كان التفاوض شي غير مجدي، يجب أن يعلم ذلك المجتمع الدولي الذي
ظل يضغط علي الحركة الشعبية وعلى الكيزان لأجل التفاوض .
محاولة الكونجرس الأمريكي في إصدار قانون السلام والأمن يهدف إلى وضع إستراتيجية
أمريكية تركز على كل السودان، وعلى الوصول الحر وغير المقيد للمساعدات الإنسانية الدولية،
من أجل إتخاذ خطوات للتخفيف هذه المساعدات، والتشجيع إلى وجود إصلاح ديمقراطى حر وشفاف
فى السودان، وزيادة التواصل مع أصحاب المصلحة الذين لديهم نفوذ على حكومة السودان مثل
الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والصين، إضافة إلى إنشاء نظام عقوبات واسعة
النطاق على الحكومات والأفراد الذين يساعدون الحكومة السودانية في إرتكاب انتهاكاتها
جسيمة لحقوق الإنسان، والبحث عن تعزيز فعال لتنفيذ العقوبات الحالية بما فى ذلك توفير
الموارد الكافية والموظفين ومد العقوبات المدرجة حول دارفور لتشمل كل السودان، وتوفير
مساءلة حقيقية عن الجرائم التي أرتكبت في دارفور، وتشجيع البلدان الأخرى لتوسيع جهود
المساءلة الدولية لتشمل الجرائم التى ارتكبت فى أقاليم السودان.
وأرى أن مشروع القانون هذا يعني أن
الولايات المتحده تقف الآن في لب الأزمة السودانية، وهذا المشروع جيد في مضمونه، ويعني
أن الولايات المتحدة إذا ماكانت جادة في هذا المشروع، قد تحدث تغيراً لا بأس به في
عملية التغيير بالسودان.
والجدير بالذكر أن المعارضة السلمية في الداخل لابد أن تتخذ مواقف أكثر جرأة
تجاه ما يحدث، وأن تحرك قوتها وتبدأ في تنظيم الصفوف لإعتقادنا أن الحل السلمي واجتثاث
النظام من جذوره هو الفيصل في عملية التغيير، وأن الإعتماد على التدخل الأجنبي لا يجدي
نفعاً في إنجاز عملية تغيير شامل، وربما يكون عاملاً مساعداً، إضافة إلي أن الدعم الأجنبي
دائما ما يكون مشروطاً ويرتبط بالمصالح الإقتصادية والسياسية للدولة المتدخلة.
كما أن حل الأزمة يعتمد علي بناء حركة شبابية واعية، قادرة على إنجاز الثورة
الوطنية الديمقراطية في السودان، وقادرة علي استيعاب تحديات المرحلة، وأن تكون صاحبة
نظر ثاقب في حقيقة أسباب وطبيعة الصراع في السودان، وأن تجد الحلول ومن ثم طرحها في
برنامج ثوري موحد، ومن جانب آخر لابد أن تتوفر للقوى السياسية (الثورية) في السودان
الإرادة السياسية لإنجاز مرحلة التغيير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق