بقلم- يسرا المهدي
مدخل خاص
خرجت من المركز الذي أتلقي فيه الدعم النفسي،
حتى لا يصيبني أي سوء من جراء حبسي بدون تهمة قانونية، وممارسة كل أنواع التعذيب النفسي
علي، وعلى أخواتي، نعم خرجت أتنزه كما وعدت طبيبتي أني سوف افعل شيء للتخفيف عن روحي،
وهناك في وسط القاهرة التقيته، والقي علي بالتحية، وقد كان زميلا لأبي في عمله سابقاً
بوزارة العدل.
لم يسألني عن أحوالي المادية أو على مكان
إقامتي، وعن ما إذا كنت احتاج أي مساعدة، لم يصف لي منزله ولم يعطيني رقم هاتفه تحسباً
لأي حالة طوارئ تمر بي، فقط اكتفي بذلك السلام الباهت.. ومضى.
ثم بعد زيارة ذلك الرمز النظامي سابق الذكر، فوجئت باتصال من أبي يخبرني بأن صاحب السلام الباهت قد اتصل بأمي لإخبارها عن ما أفعله في القاهرة.
سألته: الم يخبركم أني أدير شقتي لأعمال
الدعارة وترويج المخدرات كما حدث سابقا في السودان؟!
ونهرني أبي، فقلت: "لكني يا بابا أخبرتك سابقا أنهم يمارسون أعمالهم الأمنية، وأنا لم أفعل شيئا يذكر فقط، تواجدت في أماكن فيها أناس يشبهون توجهاتي، وإيماني هو نفس إيمانهم بأن علي هذه الأرض ما يستحق الحياة".
وغضبت ألم يعلم أني قد مررت علي تلك المرحلة
العمرية التي يشتكي فيها الغير لأبي وأمي من أفعالي وتصرفاتي، وأني أصبحت في سن الرشد
ومسئولة مسئولية كاملة عن نفسي وتصرفاتي وخياراتي.
سوف اذهب إلي منزل ذلك الرجل في السودان، واشتكيه لأهله: أعمامه الكبار وجدوده، علهم يجدوا له حل فلا يتدخل في شئون غيره مرة آخرى.
أليس الجزاء يكون دائما من جنس العمل!
علمت لاحقا أنه كلف نفسه عناء الذهاب إلى
آمي في مكان عملها، وأصابها بالقلق، فهي لا تعرف عني شيئا ملموساً وأنا خارج البيت،
بل خارج البلاد.
وقررت أن أجازيه على قلق أمي، بمثل
القلق، بأن أجعل أهله يتصلون به ليستفسروا عن ماهية عمله بعد أن تقاعد عن العمل الحكومي،
وماهية علاقته بالسلك الدبلوماسي إلى الآن؟
هنا القاهرة، سوف يتوقف لإجراء أعمال الصيانة
الخاصة بسرقة الهاتف النقال وتلقي الدعم المادي لشراء البديل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق