سودان الحاضر |
تقول الأسطورة القديمة، أن تسمية "سَواكِنْ"
مشتقة من لفظ "سجون"، ثم حُرفت، لتصل إلى هذا الاسم المتداول حالياً.
"سَواكِنْ" بالنسبة لنا ليست مجرد مدينة
تاريخية، ذات موقع جغرافي مميز، أو مجرد جزيرة مرجانية خلابة تحولت إلى آثار.
"سَواكِنْ" بالنسبة لنا، هي الهدوء
الذي يسبق العاصفة، والسكون الذي يسبق الغضب.
"سَواكِنْ" هي تلك الجزيرة التي تهب
عليها الرياح الموسمية، حاملة النسيم البارد، ثم تتحول في الصيف إلى جو حار جدا مشبع
بالرطوبة، ورياحها التي تهب حاملة العواصف الترابية .
"سَواكِنْ" هي هذا المزيج السوداني
المميز، الذي يضم تاريخاً مشرقاً وحاضراً مظلماً.
لا يعرف التاريخ وقتاً محدداً لتأسيس "سَواكِنْ"،
ولكن الكثير من الشواهد تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة منذ تاريخ موغل في القدم.
لا يهم التاريخ.
ما يهم هو أن دور "سَواكِنْ" تراجع
بعد أن هجرها معظم سكانها إلى المدينة، وخيم الخراب على معظم منازلها التي يسودها الطابع
المعماري الإسلامي والعربي القديم.
ما يعنينا أن "سَواكِنْ" كانت أول مدينة
سودانية "عامرة" والتي تحولت إلى "أطلال"، هي رمزنا للسودان
الذي كان، والذي نأمل أن يعود فتياً مشرقاً رائعاً .
"سَواكِنْ" هي حلم كل سوداني حر
يريد أن يستبدل الخراب بالعمار، والظلم بالعدل، والقهر بالحرية.
"سَواكِنْ" أكبر من مجرد مساحة
للرواية والحكي، فهي الحلم والأمل في سودان يسع الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق