13 أبريل 2013

لماذا توحيد المعارضة السودانية؟


  














بقلم- سراج عمر

الكل يصرخ، أو يهمس: السودان ينحدر نحو الكارثة، والواقع يؤكد ذلك!، وكنا طوال الفترة قد تحدثنا بشيء من التفصيل عن دور نظام الإنقاذ في إيصال البلاد إلى هذا المنحدر الكارثي.

وبالنظر إلى حجم الدمار والخراب الذي طال كل شيء في السودان، على المستوى المادي المحسوس ومستوى القيم، فإن أي مشروع لانتشال الوطن من الهاوية، والنهوض به للحاق بركب الحضارة والتقدم، يتطلب ويشترط تنفيذ عملية ذات ثلاثة مراحل متداخلة ومتشابكة:

1.     إسقاط نظام البشير بات ضرورة ملحة، تمليها علينا ضمائرنا في حاجتنا للتغيير ورغبتنا في بناء الدولة التي نريدها.
2.     إصلاح مؤسسات الدولة وما أفسدته الأنظمة المتعاقبة علي البلاد منذ الاستقلال.
3.     العمل علي ترسيخ مفاهيم الديمقراطية.

كل مرحلة تتطلب عدد من الترتيبات في الأولويات وأساليب وآليات العمل،  ومرة أخرى تنطلق دعاوى الحوار والوفاق، وهي دعاوى متكررة، وتتكرر معها ردود الأفعال مابين مُرحب متحمس ومُشترط مُشكك، بل هنالك من يتعامل وكأنها المرة الأولى التي تنطلق فيها هذه الدعوة، ناسيا، أو غافلا، عما سبقها من دعوات، انتهى بعضها باتفاقات مكتوبة وموقعة ومشهود عليها دوليا وإقليميا.

ومع كل دعوة جديدة للحوار والوفاق، ينشغل الذهن - على الأقل ذهني الشخصي - بسؤال رئيسي هو: لماذا لم تنجح دعاوى الحوار السابقة؟.

أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال هي بدء خروجنا من الحلقة الشريرة الجديدة، حلقة حرب…مفاوضات…حرب، أو تأزم….حوار…فشل وتأزم، الحلقة الفرعية المتخلقة عن الحلقة الشريرة الأم: ديكتاتورية…انتفاضة…ديمقراطية…ديكتاتورية.

لا أعتقد أن إجابة هذا السؤال يمكن أن تأتي من فرد واحد أو حزب واحد، فقد ولى زمن الفرد السوبر، وانقضى أيضا عهد الجماعات التي تدعي قدرتها على إنقاذ وإصلاح المجتمع.

 بل أقول، إنه دون توفر حالة تشارك وتفاعل حقيقية يلمسها أي فرد في أي مجموعة من مجموعات المجتمع المختلفة، لن نخطو خطوة واحدة في معالجة قضايا مجتمعنا.

لذا بات مبدأ التوحد والتكتل والتحالف أمر ذو طابع حاسم في عملية التغيير، وهو مايعيه النظام تماما لذا صار حريصا علي تفتيت المعارضة إلى أجزاء تنقسم بدورها لكتل تتقسم وتنشطر وتتجزأ وتكثر مسمياتها، فينقسم الحزب الواحد إلى أكثر من 7 أحزاب، وكل حزب ينقسم إلى تيارات، كذلك الأمر في الحركات المسلحة.

والحقيقة أن النظام نجح في تفتيت قوى المعارضة، ودورنا كقوى واعية حريصة علي مصلحة البلاد يجب إعادة لم شمل جميع ألوان طيف المعارضة السودانية في الداخل والخارج، والاتفاق حول برنامج حد أدني تتفق عليه جميع القوي السياسية السودانية، ليكون هذا الاتفاق تمهيداً لتعبئة الجماهير وتحويل خطاب الثورة والتغيير لخطاب شعبوي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق