قلم- محمد عثمان إبراهيم
حان الوقت للأستاذ فاروق أبوعيسى، السياسي المخضرم والزعيم المستحق لزعامته، أن يتخلى الآن عن قيادة مجموعة ما يسمى بقوى الإجماع الوطني! حظيت بمتابعة الكثير من أنشطة الأستاذ أبوعيسى إبان نشاطه من خلال التجمع الوطني الديمقراطي واستطيع القول بكثير من الثقة أن أبوعيسى كان شجاعاً وواضحاً ومهيباً في معارضته للإنقاذ، وأنه مارس نشاطه المعارض بمسئولية واستقامة لم تتوفر لغيره من قادة ذلك التنظيم الآفل. عقب عودته للسودان ضمن ترتيبات اتفاق القاهرة (الفاشل) واصل الأستاذ معارضته ثم شارك في تأسيس ما يسمى بـ (قوى الإجماع الوطني) التي اثبتت الأيام أنها لا تستحق من اسمها شيئاً فهي ليست (قوى) ولا تعبر عن (إجماع) وسامسك عن نزع (الوطنية) منها لأنني ببساطة لا املك حق تخوينها.
خلال سنوات من نشاطها الموسمي
المحسوب بدقة، لم تشكل هذه المجموعة أي تهديد للنظام الحاكم، كما إنها لم تمنح
الشعب السوداني أي امل في غدٍ افضل بل ربما أكدت، غير مرة، أن الغد (ابشع) وأن (الفجر) الذي يحسبونه قادم،
هو اشد عتمة من اي وقت مضى! نجحت هذه المجموعة فقط في إثارة غيظ قطاعات كبيرة من
الشعب بمواقفها ولست أدري كيف يبرر رجل في سن
المهندس صديق يوسف ومقامه الحزبي لنفسه بضع فعال يصعب محوها الى الأبد!
يوم الأربعاء الماضي (١٥/٥/١٣)
كتب البروفيسور عبدالله علي ابراهيم، الناشط السياسي والمدني والمثقف الرفيع، في
هذه الصحيفة، مقالة زاهية الصدق بعنوان (البكاء في جوبا والعزاء في أبيي) تناول
فيها ما اسماه بـ”اللحمة التي لا ترغم” وشرحها
بأنها تعني
"القريب الذي لا يغتضب لمحنتك" واحسب انه كان لطيفاً جداً مع قادة الإجماع
المزعوم إذ أنهم لم يكتفوا بعدم الغضب لمحنة القريب، إنما ذهبوا يكايدون القريب
وهو بعد يلعق جراحه ولم يكمل النواح على ضحاياه. سواء اتفق الرئيسان البشير
وسلفاكير أم لم يتفقا على تصدير النفط أو تحسين العلاقات فإن الحقيقة التي لا تقبل
الجدل أن جيش جبهة كاودا لا وجود له إلا بدعم جوبا، وإن ما حدث في أم روابة وابو
كرشولا وأماكن أخرى مسنود بجوبا وإن دعم جنوب السودان للمتمردين على حكومة
الخرطوم، قضية وطنية ينبغي ألا تقبل القسمة على اثنين. من يقف مع جوبا عليه أن
يدرك أنه يقف ضد الخرطوم وضد ضحايا آلة الحرب من قتلى أهل السودان، وأيتامه،
والثكالى الباقيات منه، والحزانى الصابرين. أهاج مقتل زعيم الدينكا نقوك كوال دينق
مجوك، في حادث مأساوي بغيض ومدان، أحزان
قادة (الإجماع) فانبروا يتهافتون على موائد العزاء في الخرطوم وفي جوبا ويحزمون
أوساطهم إذ يستعدون لإلتقاط الصور! ربما
حسبوا أن المسيرية لا يستحقون العزاء في قتلاهم وإن قتلاهم يستحقون الموت. حسناً،
أما رأوا قتلى أبوكرشولا وأم روابة؟ هل قُتل هؤلاء في سجال الحرب في الخنادق أم
أنهم كانوا ضحايا مدنيين؟ لماذا يسترخص (الإجماعيون) دماء اهل السودان الى هذا
الحد؟ أما يستحق ضحايا هذه المجازر من الأقرباء بياناً صحفياً يترحم على أرواحهم
الطاهرة إن عز إليهم السفر بالطائرات ولم يستحق عزاءهم وضع ربطات العنق؟
ذهبت للتحقق من معنى (الطابور
الخامس) في الموسوعات والقواميس فوجدت أن العبارة تعني من يعملون في الداخل مع
الثوار أو الغزاة في الخارج، وبما إن الشعب السوداني لم يشهد لـ(قوى الإجماع
الوطني) تهديداً للنظام الحاكم أو عملاً محسوساً
سوى ما يبذله قادتها من مكايدات، فقد خلصنا بأن هذه القوى تحتاج إلى جهد كبير
تبذله حتى تستحق ذاك التوصيف. انتو قايلين لقب الطابور الخامس دا ساهل كدة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق