يعتبر محمد الفاضلابي من أهم الفنانين السودانيين الشبان، فهو كاتب، وشاعر، وفنان تشكيلي، طاف العالم حاملاً مطالب شعبه، وهو أحد ثوار السودان الذين خرجوا منها بسبب مناهضته لنظام الحركة الإسلامية برئاسة البشير.. تحدث في حواره لــ"إضاءة" بإحساس الشاعر المتحمس الذي يلقي قصائد منظومة وبقافية رائعة تلهب حماس المستمعين وتلهمهم معاني الثورة والتغيير، تحدث عن عدم قانونية النظام وأكد أن الإرادة الجماعية للشعب الثائر أقوى من الرصاص، واصفاً نظام الحركة الإسلامية الحاكم بأنه نظام إرهابي محظور دولياً.
إلى أين يقود هذا الحراك في الشارع السوداني .. وهل هي ثورة؟
هذا الحراك هو حراك سياسي حقيقي، وهى انتفاضة شعبية سودانية خالصة ضد
نظام العصابات المتأسلمة المحظورة دولياً، هو حراك يتجه نحو تصحيح المسار
الإنساني، ويطالب بدولة القانون، ويسعى في المرحلة الأولى إلى إسقاط
النظام، ثم المواصلة في المرحلة الثانية للعمل على لم الشمل، وبناء السودان
الموحد.
خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع اليوم في جمعة الشهداء هل هو مؤشر لتصاعد الأحداث؟
نعم وستتصاعد الأحداث أكثر على المستوى الشعبي، فهي ثورة للمطالبة
بالحرية وبدولة قوية سياسياً واقتصادياً، وهي انتفاضة شعبية لتصحيح كثير من
مخلفات العمل الإداري والسياسي خلال السنوات الماضية، كما تعد محاوله
لإقامة واقعين جديدين على المستوى المعيشي والسيادي.
يستخدم النظام الرصاص الحي لقمع التظاهرات وأعلن عن قطع الانترنت فما تأثير ذلك على الثوار وهل يمكن للنظام استعادة السيطرة؟
النظام هو نظام غير قانوني أصلا، وصل إلى السلطة بتقويضه لمسار ديمقراطي
معروف في السودان, كانت قد أنتجته انتفاضة أبريل 1985, وما يجرى الآن برغم
تأخر الوقت هو تواصل لانتفاضات شعبية باسلة لا تنتج إلا النظم والإدارات
الديمقراطية في السودان، الوطن الموحد، ثم إن النظام له وسائله لمقاومة
الانتفاضة وهي وسائل غير نزيهة دائما، ومعروف عن جماعات الإرهاب الديني
وجماعة الإخوان المسلمين أنهم مفلسون وليس لهم هدف استراتيجي غير العمل
لتدهور حالة كوكب الأرض، وفى السودان الآن يقومون بمقاومه واهمة تتمثل في
قطع وسائل المواصلات والاتصالات وغيرها، وهذا بالطبع يؤثر على تواصل
المنتفضين لكنه لا يؤثر على الإرادة الجماعية للشعب الذي يملأ شوارع الوطن.
ما تعليقك على التصريحات المستفزة والمهينة التي يطلقها النظام ضد الثوار وآخرها وصفهم باللصوص وأصحاب الأجندات؟
هذا النظام مثير للشفقة، وتصريحاته أكثر من مضحكه، فهو يتحدث عن سياسات
تقشفية ويطبقها في دوله ليس لها أي نوع من أنواع الأرضية الاقتصادية
الثابتة، ليتم عليها الإحلال والإبدال، ثم يتحدث عن خروج هؤلاء الثوار
الأبرياء الذين يعيشون تحت هذا الضغط بأنهم لصوص وأصحاب أجندات، هذا الحديث
مضحك جداً، فنظام الإنقاذ العسكري الدكتاتوري القاتل، هو من تلصص على مال
الدولة، واستمتع بهذا المال هو وأعوانه من المتأسلمين المنافقين, استمتعوا
بكل نواصي ومميزات طبيعة السودان الجذابة، واستمتعوا هم وأسرهم وأعوانهم،
وتركوا الشعب طيلة 24 عاماً يتلوّى من الجوع في دارفور ومن لهيب الحرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق